يبدو أنه علينا جميعا أن نرضي بـ 22% من حقنا ومن حلمنا!
اهبط بمطالبك وبطموحك وبحقوقك وبأهدافك وبأحلامك من مائة في المائة إلي مجرد 22% فقط!
لماذا 22% بالذات؟
لأن الوطن العربي من المحيط إلي الخليج الآن كل ما يسعي إليه فيما يخص أهم موضوع في حياتنا، وفيما يتعلق بأهم مسألة في تاريخنا، وهي قطعًا القضية الفلسطينية التي لا يعلو صوت ولا صمت فوق سيرتها قد تراجع وتواضع وتضعضع حتي أصبح سعينا وكفاحنا وجهادنا ومفاوضاتنا واستراتيجيتنا وحكمة قادتنا ونصرنا العزيز المؤزر وهدفنا الكبير المنتظر هو الحصول علي 22% من أرض فلسطين، ومع ذلك ورغم هذا تتأبي إسرائيل وترفض، العرب كلهم بمن فيهم أشاوس حماس رضوا بأن يتنازلوا عن أرض فلسطين التاريخية، فلسطين التي كانت، ويتفاوضون أو حتي يقاومون من أجل أن توافق إسرائيل علي الانسحاب من الأرض المحتلة عام 1967، وهي التي لا تشكل سوي 22% فقط من أرض فلسطين، بينما الـ 78% ضاعت تحت الاحتلال الإسرائيلي ثم تبددت بسكوت وتنازل العرب، ثم تقلصت وتكلست بسعي العرب المذل للحصول علي 22% فقط من حقنا وأرضنا وكأنها غاية المراد من رب العباد، وياريتهم وياليتهم حصلوا عليها، بل إن إسرائيل تعرض أن تترك أقل من تسعين في المائة من أصل الـ 22% التي تحفي عليها أقدام ومؤتمرات قمة ومباحثات الإخوة جلالات الملوك وفخامات الرؤساء العرب، ثم إن المفاوضات التي لا تنتهي أبدا إلا لكي تبدأ تدور كلها حول مزيد من التنازل، حتي إن الـ 22% صارت حلمًا أو وهمًا!
كيف حدث هذا؟
لماذا تراجعنا وانحدرنا إلي حد أن نتخلي عن حقنا بهذا الشكل المزري المهين؟
مَنْ السبب؟
هل هم الحكام والزعماء الذين خانوا الأمة، وباعوا حقها وضعفوا وانهزموا في المعارك وتذللوا في المفاوضات لإسرائيل وأمريكا؟
أم أنها الشعوب المسؤولة التي تركت نفسها نهبًا لحكامها وقطعانًا لرؤسائها وأنعامًا سائبة لملوكها، وسكتنا عن الحقوق المسروقة والحرية المسلوبة والكرامة المهدرة والثروة المنهوبة والسلطة المخطوفة، فكان طبيعيًا أن تتآكل حقوقنا وأحلامنا إلي 22% من فلسطين، ومن تأميننا الصحي ومن الحد الأدني للأجور ومن الديمقراطية ومن الاشتراكية ومن الاقتصاد الحر.. عندنا من كل هذا فعلاً لكن 22% فقط.
ديمقراطية هوامش 22% من أي ديمقراطية حقيقية في العالم المحترم!
عندنا اقتصاد حر ورأسمالية بل واشتراكية لكن 22% فقط من شروطها والتزاماتها وقواعدها ومعاييرها وتطبيقها!
عندنا حرية صحافة وفضائيات لكن علي قد 22% حرية واستقلالية!
لدينا انتخابات لكن بنسبة 22 % نزاهة شكلاً وموضوعًا!
نملك معارضة في الجالس النيابيه لكن بنسبة 22% التي لا تودي ولا تجيب فاسمها معارضة وفعلها صوتي شفوي شكلي!
بل نملك تدينًا قشريًا وسطحيًا وطقوسيًا لا يزيد علي 22% من جوهر الدين الحنيف!
يركض المواطن وراء حلم الستر وأكل العيش وتربية الأولاد والعلاوة أو المنحة مع أن هذا كله 22% من حقه كمواطن وكإنسان!
لهذا يحب أن يقول المواطن عن نفسه إنه راضٍ بينما هو مستسلم، ويصف نفسه بأنه صابر بينما هو سلبي، ويريد أن يدّعي أنه راضٍ بالمقسوم بينما هو خانع محكوم يضحك علي نفسه بأنه «من رضي بقليله عاش».. لكنه يعيش الكفاف والجفاف والعلة والمرض والـ 22%!
العربي - يعيش الآن علي فتات الحقوق والتسليم بضياع الأحلام وراضيا بقلة الحيلة وكل آماله وأحلامه أن يحصل علي الـ 22% مما يستحق، ويدعو ربنا يديمها عليه نعمة الـ 22%!
احصائيات
أعضاؤنا قدموا 2501 مساهمة في هذا المنتدى في 570 موضوع
هذا المنتدى يتوفر على 42 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو hamada فمرحباً به.
بحـث
المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | |||
5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 |
12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 |
19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 |
26 | 27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
21/9/2011, 10:10 am من طرف abu-majdi
» أصعب ابتسامة
13/2/2011, 8:58 pm من طرف Dr.Aminbahily
» أل22% من فلسطين
13/2/2011, 8:46 pm من طرف Dr.Aminbahily
» جرح اللسان ما اقساه {{ قصة قصيرة }}
23/1/2011, 2:16 pm من طرف aliaa abustaiteh
» انظروا كيف أصح حالنا
23/1/2011, 10:28 am من طرف aliaastaiteh
» أي من الجمل التالية تؤلمك
22/1/2011, 3:19 pm من طرف aliaastaiteh
» قل لي ....
20/10/2010, 6:23 am من طرف مدير الموقع
» أجمل لحظات عمرك
5/6/2010, 9:59 pm من طرف زهرة المدائن
» ثلاثة أشياء
5/6/2010, 9:34 pm من طرف زهرة المدائن
» هل رأيت أثر التسبيح عليك ؟
5/6/2010, 9:24 pm من طرف زهرة المدائن
» اقرأ هذا الدعاء وان شاء الله سوف ييسر الله امرك
5/6/2010, 9:18 pm من طرف زهرة المدائن
» لكي الفخر بانك انثى
14/5/2010, 1:59 pm من طرف فيروز
» فوائد الموز
14/5/2010, 11:57 am من طرف زهرة المدائن
» انالا اطلب شفقة
23/4/2010, 5:07 pm من طرف عائشة استيتي
» مولود جديد
6/4/2010, 6:24 pm من طرف عائشة استيتي