الرئيسية
الثقة كالحرية لا تمنح
أن تجد العمل المناسب ، وترى أنك القادر على الإبداع فيه ، هذا هو الدوران الحقيقي لعجلة التطور المرجوْ ؛ لأنك تتناغم مع وعيك ، وإدراكك من جهة ، ومع آمالك وطموحاتك من جهة أخرى . وسيظهر في عملك الإبداع تنفيذًا وإنجازًا .
لقد كان جهاد التعليم طويلا كي يتطور العمل الإشرافي ، الذي انتقل من التفتيش إلى التوجيه ، على الإشراف ، وصار – على صفحات الورق – تكليفًا لهذا المتميز في أدائه , وتحصيله ، وطموحه , كي ينقل تجربته لغيره ، ويجمع تجارب الآخرين ؛ ليجعلها مع تجربته تخطو بالمعلمين ، ومستوى تحصيل أبنائنا خطوة إلى الأمام .
دائمًا هذه الخطوة هي المطلوب الأول . الذي نبني عليه أمل الارتقاء ، وفي كل مراحل التعليم : ( خطوة إلى الأمام ) ، تُذَكِّرنا باللافتة التي كُتِب عليها : ( غدًا سيفتح محلنا ، وستكون الوجبة مجانا ) ، دون تاريخ ، ومضت السنون ، واللوحة ما تزال على الباب ، وما فتح المحل ، وما أنزلت اللوحة ، ولا انتهى مفعولها !
( خطوة إلى الأمام ) ، كلمات تقبع على كاهل هذا المشرف التربوي ، الذي لم يعد مكانه سلطة ، أو تشريفًا ، بل صار موقع الجوْزةِ بين الفكين ، فكُّ القيادات العليا التي لا تريد النزول إلى أرض الواقع , وفكُّ القيادات الميدانية ، التي ما تفتأ تلقي في وجهه كل أعبائها ، وتحمله مسئولية عثراتها . مدعومة بكل ما يواجه المعلم من عقبات الأداء ، ويعترض الطالب من عثرات التحصيل .
حتى الأخلاق التي تنسلُّ على سلوك الطلاب وتؤدي إلى ما هو غير مرغوب .... كل ذلك على كاهل هذا المشرف دون النظر إلى ما أنجزه العمل الإشرافي ، بصورة كلية ، أو الإنجازات الفردية التي حققها المشرف في مجال تخصصه ، أو من خلال معلميه ، والمدارس التي يزورها .
هزّات متتالية متوالية ، تطير بِلُبِّ الحليم ، لكن المشرف الذي يقف في موقعه كالطود ، لا يتزحزح أنملة إلى الوراء ، لأنه حين رضي أن يكون في هذا الموقع ، حمل على ظهره رسالته التي طالما دأب على تحقيقها مع طلابه ؛ لينشرها مع معلميه ، فيعُمَّ نفعها شريحة أكبر من أبناء الأمة ، بثقة التربوي الأصيل ، الذي لا تزحزحه الهزات ....فكيف إذا كان الكثيرون لا تمسكه جذور ، ولا عمد لهم ، وسرعان ما تنطفئ أوارهم !
أما الذين في قلوبهم زيغ ، وجلسوا على كرسي الإشراف تشريفًا ، فإنّ نسمات هذه الهزات تحرك أشجانهم ، وتهزهم ، ذلك أن جذورهم لم تمتد في تربة التربية ، وعمدهم لم تقوَ على حمل برج الرسالة الشامخ , فأنّى لهم الثقة ، وهي لا تمنح كالمناصب ، ولا تهدى كالمشتريات الثمينة ؟ إنها تنتزع ، وتُكتسب .
وحين ينجلي النقع وتشرق الشمس من خلف السبار ، وتُقفل المكاتب على الجالسين في الغرفات المبردة ، فلله درُّ الألسنة .... وفي الهيجاء ما جربت نفسي ... فحبّذا نظرُ القائمين على مناهجنا إلى ما يبني الثقة في نفوس أبنائنا ، كي يخرج من بينهم قيادات تربوية واعدة ، تقود وملء جفنيها ثقة بنتها عبر السنين ، واكتسبتها بالجد والعمل الدؤوب .
احصائيات
أعضاؤنا قدموا 2501 مساهمة في هذا المنتدى في 570 موضوع
هذا المنتدى يتوفر على 42 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو hamada فمرحباً به.
بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
| الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
|---|---|---|---|---|---|---|
| 1 | 2 | |||||
| 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
| 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
| 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
| 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
» أصعب ابتسامة
» أل22% من فلسطين
» جرح اللسان ما اقساه {{ قصة قصيرة }}
» انظروا كيف أصح حالنا
» أي من الجمل التالية تؤلمك
» قل لي ....
» أجمل لحظات عمرك
» ثلاثة أشياء
» هل رأيت أثر التسبيح عليك ؟
» اقرأ هذا الدعاء وان شاء الله سوف ييسر الله امرك
» لكي الفخر بانك انثى
» فوائد الموز
» انالا اطلب شفقة
» مولود جديد