الرئيسية
بسم الله الرحمن الرحيم
{ القدس تناديكم } تأليف المقدم الركن المتقاعد : أحمد عبد ربه بصبوص – عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية . يكتبها : E.M:aminbahily@hotmail.com
بصبغته العسكرية يصبغ المقدم الركن المتقاعد – أحمد عبد ربه بصبوص - صفحة الغلاف لكتابه ( القدس تناديكم ) ، فقد جعل العنوان صرخة عسكرية ، لم تنفك تغلف أحاسيسه ، وتملأ جزئيات فكره ! كيف وقد أمضى شبابه في هذا الميدان ؟ فكان اختيار اللوحة لتتناسب مع العنوان ، وجعل ألوانها عسكرية القسمات ، وكأنما يومئ - قبل أن يدخل الصفحة الأولى - للسبيل الذي لا بديل عنه ليصل المسلمون إلى أقصاهم ، ويخلصوه من رجز الكافرين . ويعيدوا له النداء الخالد لذكر الله – سبحانه وتعالى -
الله أكبر ) لتجلجل في أعالي الفضاء ، تدعوهم للقاء الله في صلوات خمس كتبها عليهم في اليوم والليلة .
وقد برز تركيز المؤلف على الموقع الاستراتيجي العسكري لمدينة القدس ، والذي يتضح منه مدى القوة التي حباها الله ، حتى ليكاد يستحيل على العدو اقتحامها إلا بجهد جهيد ، أو ضعف شديد ووهن يصيب المدافعين . فهناك تحصيناتها الطبعية ، ومن جهاتها الأربع ، إذ الأودية تحيطها كالسوار ، لتشكل لها خطها الدفاعي الأول . وتعضدها الجبال الراسيات ، التي تشرئب أعناقها كأنما ترصد الملأ من حولها ، لتمنح أهلها إنذارًا مبكرا ، وتعطي المدافعين فرصة الاستعداد لملاقاة الغزاة . حتى إذا لم يقدروا عليهم عادوا خلف الأسوار المنيعة ، وكأنها خط الدفاع الثاني !
لم ينس الكاتب عنوانه لحظة عبر صفحاته التي تجاوزت المئات الثلاث . وجعل صرخة القدس تناديكم ماثلة في كل حين ، فهو عندما يتحدث عن تاريخ القدس عبر السنين ، ومن خلال الأمم التي أسستها ، أو دمرتها ، أو أعادت بناءها ، أو ترميمها ، يؤكد الملكية المطلقة للعرب لك درة تراب في أرضها الخصيبة ، وكل ذرة في صخورها المباركة . فهم الذين بنوها تأسيسًا ، ودافعوا عنها لاحقا عبر العصور . ولم يكن أعتى عليهم من هجمات النصارى سوى هجمات اليهود ! وكانوا إذا أعيتهم قوتهم استعانوا بإخوانهم العرب ، الذين يتوسمون فيهم القوة و النجدة في كل غزو .
ويظل الإسلام محركًا لا يخفت ضوؤه . فهذا كاتبنا يرتكز على رتل من الآيات الكريمة يبن من عرضه لها قدر المدينة في قلوب المسلمين ، وكان مبدعا في تركيزه على الأنبياء ، من إبراهيم - عليه السلام - وأبنائه الذين حباهم الله – سبحانه وتعالى – بالنبوة ، ليؤكد على أنهم مسلمون ، منطلقا من قوله تعالى : " ونحن له مسلمون " ( البقرة ) . ومرتكزا على قوله – سبحانه - : " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين " ( آل عمران ) فكيف لأبناء القردة والخنازير أن يدعوا يهوديته أو نصرانيته ؟ ثم إذا ظهروا على أتباعه في مدينته المقدسة لم يرقبوا فيهم إلآً ولا ذمة ! فيهرقوا الدماء ، ويستبيحوا الديار ، ولا يتورعوا عن ارتكاب الجرائم التي تقشعر منها الجلود ، وتقزز منها النفوس !
وقد كان الكاتب موفقًا إلى حد بعيد في توضيح بطلان الأدلة التاريخية والدينية ، التي يتوكأ عليها المعتدون الغاصبون ، وإثبات أن التجمع الاستعماري الحالي والمسمى ( إسرائيل ) ما هو إلا مشروع عدواني ، غرسه النصارى ومعسكر الكفر في قلب الأمة ، ليكون منطلقا لهم في السيطرة على تخومها ، وإبقائها في دياجير حبائلهم ،و التبعية لهم . علما واستهلاكا وأخلاقا إن استطاعوا !
أما عرض الكاتب للاستراتيجيات التي استخدمها الفاتحون المسلمون ، منذ أبي عبيدة الجراح ، وحتى صلاح الدين ، فقد كان واضحا أنه يرفع البيارق الإسلامية ، ورايات الكتائب ، وما تحمله من أخلاق الإسلام ، وتعاليمه ، وترفع أهله عن الإجرام وسفك الدماء ، إلا وفق ما شرع الله – سبحانه - . وقد أثبت الوثيقة العمرية ، ونص الصلح الذي عقده صلاح الدين . وقارن بين ما فعله النصارى حين وصلت دماء الضحايا رُكَب الخيل في ساحات الأقصى ! وبين ما فعله جيش أبي عبيدة ، أو جيش صلاح الدين ، وقد نشروا ودهم في طرقات المدينة ليحافظوا على من أعطوهم الأمان !
ولم ينس موقف الشعراء والخطباء في حض المسلمين على الجهاد ، وتخليص المسجد الأقصى من براثن المغتصبين الصليبيين . وأثبت أن نور الدين استجاب لبشرى أحد الخطباء ، وأمر مهر النجارين وهو ( الأختريني ) بصناعة منبر للأقصى قبل الفتح بعشرين سنة . وعندما ضم صلاح الدين (حلب ) إلى مملكته سنة 579هـ , بشره محي الدين بن زنكي – قاضي دمشق – بفتح القدس قائلا :
وفتحكم حلبًا بالسف في صفر مبشر بفتوح القدس في رجب
وحين فتح الله المدينة على يديه – يرحمه الله – اختار محي الدين زنكي ليكون الخطيب الذي يصلي بالناس يوم فتحها ، الذي صادف الجمعة 27 رجب 583هـ ، فافتتح خطبته بقوله تعالى : " فقُطِعَ دابرُ القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين " بعد انقطاع للصلاة في الأقصى دام ثمانية وثمانين عامًا .
كما أثبت فرحة المسلمين بهذا الفتح ، وتسابق الشعراء لمدح صلاح الدين ، وإرسال المبشرين للخليفة في بغداد ، فهذا عماد الدين الأصفهاني يمدح بقوله :
رأيت صلاح الدين أفضل من غدا وأشرف من أضحى وأكرم من أمسى
كسرتهـم إذ صح عزمك فيهم ونكستهم من بعد أعلامهم نكسا
.... ...... ....... وقد عادت لبيت الله أحكام دينه فلا بطركًا أبقيت فيهم ولا قســـــًا
وقد كان الكاتب قادر على المزج بحذق بين الحقائق التاريخية والموضوعية ومشاعر الأمة ، وسرد كل ذلك بأسلوب جمع بين الخصائص الأدبية والموضوعية ، ولم يتنازل عن الوضوح الذي يجعل الكتاب في متناول أبناء الأمة ، أيًّا كانت مستوياتهم الثقافية . فكان حقا جديرًا بالاقتناء والقراءة . أسأل الله أن يجعله في ميزان أعماله ، ولا يحرمنا أجره ، إنه سميع قريب مجيب ............
د. أمين سليمان الستيتي
{ القدس تناديكم } تأليف المقدم الركن المتقاعد : أحمد عبد ربه بصبوص – عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية . يكتبها : E.M:aminbahily@hotmail.com
بصبغته العسكرية يصبغ المقدم الركن المتقاعد – أحمد عبد ربه بصبوص - صفحة الغلاف لكتابه ( القدس تناديكم ) ، فقد جعل العنوان صرخة عسكرية ، لم تنفك تغلف أحاسيسه ، وتملأ جزئيات فكره ! كيف وقد أمضى شبابه في هذا الميدان ؟ فكان اختيار اللوحة لتتناسب مع العنوان ، وجعل ألوانها عسكرية القسمات ، وكأنما يومئ - قبل أن يدخل الصفحة الأولى - للسبيل الذي لا بديل عنه ليصل المسلمون إلى أقصاهم ، ويخلصوه من رجز الكافرين . ويعيدوا له النداء الخالد لذكر الله – سبحانه وتعالى -
الله أكبر ) لتجلجل في أعالي الفضاء ، تدعوهم للقاء الله في صلوات خمس كتبها عليهم في اليوم والليلة .وقد برز تركيز المؤلف على الموقع الاستراتيجي العسكري لمدينة القدس ، والذي يتضح منه مدى القوة التي حباها الله ، حتى ليكاد يستحيل على العدو اقتحامها إلا بجهد جهيد ، أو ضعف شديد ووهن يصيب المدافعين . فهناك تحصيناتها الطبعية ، ومن جهاتها الأربع ، إذ الأودية تحيطها كالسوار ، لتشكل لها خطها الدفاعي الأول . وتعضدها الجبال الراسيات ، التي تشرئب أعناقها كأنما ترصد الملأ من حولها ، لتمنح أهلها إنذارًا مبكرا ، وتعطي المدافعين فرصة الاستعداد لملاقاة الغزاة . حتى إذا لم يقدروا عليهم عادوا خلف الأسوار المنيعة ، وكأنها خط الدفاع الثاني !
لم ينس الكاتب عنوانه لحظة عبر صفحاته التي تجاوزت المئات الثلاث . وجعل صرخة القدس تناديكم ماثلة في كل حين ، فهو عندما يتحدث عن تاريخ القدس عبر السنين ، ومن خلال الأمم التي أسستها ، أو دمرتها ، أو أعادت بناءها ، أو ترميمها ، يؤكد الملكية المطلقة للعرب لك درة تراب في أرضها الخصيبة ، وكل ذرة في صخورها المباركة . فهم الذين بنوها تأسيسًا ، ودافعوا عنها لاحقا عبر العصور . ولم يكن أعتى عليهم من هجمات النصارى سوى هجمات اليهود ! وكانوا إذا أعيتهم قوتهم استعانوا بإخوانهم العرب ، الذين يتوسمون فيهم القوة و النجدة في كل غزو .
ويظل الإسلام محركًا لا يخفت ضوؤه . فهذا كاتبنا يرتكز على رتل من الآيات الكريمة يبن من عرضه لها قدر المدينة في قلوب المسلمين ، وكان مبدعا في تركيزه على الأنبياء ، من إبراهيم - عليه السلام - وأبنائه الذين حباهم الله – سبحانه وتعالى – بالنبوة ، ليؤكد على أنهم مسلمون ، منطلقا من قوله تعالى : " ونحن له مسلمون " ( البقرة ) . ومرتكزا على قوله – سبحانه - : " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين " ( آل عمران ) فكيف لأبناء القردة والخنازير أن يدعوا يهوديته أو نصرانيته ؟ ثم إذا ظهروا على أتباعه في مدينته المقدسة لم يرقبوا فيهم إلآً ولا ذمة ! فيهرقوا الدماء ، ويستبيحوا الديار ، ولا يتورعوا عن ارتكاب الجرائم التي تقشعر منها الجلود ، وتقزز منها النفوس !
وقد كان الكاتب موفقًا إلى حد بعيد في توضيح بطلان الأدلة التاريخية والدينية ، التي يتوكأ عليها المعتدون الغاصبون ، وإثبات أن التجمع الاستعماري الحالي والمسمى ( إسرائيل ) ما هو إلا مشروع عدواني ، غرسه النصارى ومعسكر الكفر في قلب الأمة ، ليكون منطلقا لهم في السيطرة على تخومها ، وإبقائها في دياجير حبائلهم ،و التبعية لهم . علما واستهلاكا وأخلاقا إن استطاعوا !
أما عرض الكاتب للاستراتيجيات التي استخدمها الفاتحون المسلمون ، منذ أبي عبيدة الجراح ، وحتى صلاح الدين ، فقد كان واضحا أنه يرفع البيارق الإسلامية ، ورايات الكتائب ، وما تحمله من أخلاق الإسلام ، وتعاليمه ، وترفع أهله عن الإجرام وسفك الدماء ، إلا وفق ما شرع الله – سبحانه - . وقد أثبت الوثيقة العمرية ، ونص الصلح الذي عقده صلاح الدين . وقارن بين ما فعله النصارى حين وصلت دماء الضحايا رُكَب الخيل في ساحات الأقصى ! وبين ما فعله جيش أبي عبيدة ، أو جيش صلاح الدين ، وقد نشروا ودهم في طرقات المدينة ليحافظوا على من أعطوهم الأمان !
ولم ينس موقف الشعراء والخطباء في حض المسلمين على الجهاد ، وتخليص المسجد الأقصى من براثن المغتصبين الصليبيين . وأثبت أن نور الدين استجاب لبشرى أحد الخطباء ، وأمر مهر النجارين وهو ( الأختريني ) بصناعة منبر للأقصى قبل الفتح بعشرين سنة . وعندما ضم صلاح الدين (حلب ) إلى مملكته سنة 579هـ , بشره محي الدين بن زنكي – قاضي دمشق – بفتح القدس قائلا :
وفتحكم حلبًا بالسف في صفر مبشر بفتوح القدس في رجب
وحين فتح الله المدينة على يديه – يرحمه الله – اختار محي الدين زنكي ليكون الخطيب الذي يصلي بالناس يوم فتحها ، الذي صادف الجمعة 27 رجب 583هـ ، فافتتح خطبته بقوله تعالى : " فقُطِعَ دابرُ القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين " بعد انقطاع للصلاة في الأقصى دام ثمانية وثمانين عامًا .
كما أثبت فرحة المسلمين بهذا الفتح ، وتسابق الشعراء لمدح صلاح الدين ، وإرسال المبشرين للخليفة في بغداد ، فهذا عماد الدين الأصفهاني يمدح بقوله :
رأيت صلاح الدين أفضل من غدا وأشرف من أضحى وأكرم من أمسى
كسرتهـم إذ صح عزمك فيهم ونكستهم من بعد أعلامهم نكسا
.... ...... ....... وقد عادت لبيت الله أحكام دينه فلا بطركًا أبقيت فيهم ولا قســـــًا
وقد كان الكاتب قادر على المزج بحذق بين الحقائق التاريخية والموضوعية ومشاعر الأمة ، وسرد كل ذلك بأسلوب جمع بين الخصائص الأدبية والموضوعية ، ولم يتنازل عن الوضوح الذي يجعل الكتاب في متناول أبناء الأمة ، أيًّا كانت مستوياتهم الثقافية . فكان حقا جديرًا بالاقتناء والقراءة . أسأل الله أن يجعله في ميزان أعماله ، ولا يحرمنا أجره ، إنه سميع قريب مجيب ............
د. أمين سليمان الستيتي
» أصعب ابتسامة
» أل22% من فلسطين
» جرح اللسان ما اقساه {{ قصة قصيرة }}
» انظروا كيف أصح حالنا
» أي من الجمل التالية تؤلمك
» قل لي ....
» أجمل لحظات عمرك
» ثلاثة أشياء
» هل رأيت أثر التسبيح عليك ؟
» اقرأ هذا الدعاء وان شاء الله سوف ييسر الله امرك
» لكي الفخر بانك انثى
» فوائد الموز
» انالا اطلب شفقة
» مولود جديد